فجر – مقالات
من كل بحر قطرة
الكاتبة / فاطمة روزي
نقطة :
وإن طالت سلسلة الأوجاع، سأجعلها نقطة في آخر قصتي، ولن أسمح لبقعة الصفعات تفسد صفحات حياتي وتطمس مهجتي، هنا فقط لن أعارض أحفاد ذكرياتي الرميمة بالمغادرة، فولادة نبض جديد كمعاقرة كأس نبيذٍ بنشوة السعادة المدرارة، فقد نسجتُ من أوردة مضغتي ربيع الأشواق الغناءة، تدثرها أثير الدعوات على أرصفة مروج الأمنيات المرفرفة ..
الأماكن :
أحببتك حباً أزلياً لا يُحكى لا يُكتب ولا يُقرأ، فأنت قراري بلا قيود، قدري المحتوم، واختياري بلا أزمنة حتى لا تُنكث الوعود، فقد أصبحتْ مساحة قلبي تحتويك أكثر ممَّا تسكن الأماكن، لأنني نظرتُ إليك فغرقتُ في تفاصيلك منذ أول كلمة نطقتها شفاهك، وأول ابتسامة رأيتها على محياك، فأيقنتُ أننا على وشك الحياة، ليبقى على جيدي قلادة تروي قصة غرامك الثملة، لحن عنفوان حبك المتقدة، ومزامير عشقك الذائبة، ففي دستور حبنا، من أحيا روحاً بعد موتها فهو مِلكٌ له خالداً تالداً لا يُنزع منه أبداً ..
النهاية :
الحياة شجرة فيها خليط من الدروس والتجارب الممتعة والمتعبة، فقد بترتُ ثمار الإخفاق العطبة، ودفنتُ ما كان ذابلاً منها، لأنه نشأ في وحل الإنهزام وارتوى بماء الخذلان، فبقى مذاقه علقماً يدمى العيون، ويسحق القلوب، فبقدر ألحان الألم إلا أنه أصبح لدي دروع القوة، لأنني خلقتُ من رحم الوصب بدايات خلاّقة، لأتراقص في حقولها الندية على أنغام الطموح الماطرة، بدندنات الإرادة الساحرة، لتتدلى منها ثمار النجاح المخملية بطعم سائغ، فليست كل نهاية هي النهاية، بل هي الخطوات الأولى للقمة والعلياء ولحياة هانئة ..
واعظاً :
البشر في سباتٍ عميق، قلوبٌ قاسية، وعقولٌ عاصية، ومشاعر جامدة، وأحاسيس متبلدة، ألم يَأْن لهم أن يستيقظوا من بساتين غفلتهم، وأن ينهضوا من برجهم العاجي ..؟! فكل يومٍ نسمع شخص مات، وأسرة ماتت، وما زال هادم اللذّات يتخطف الناس، فحين يأتي يومٌ يفقدون العزيز تلو العزيز ، القريب، والحبيب حينها قد يستيقظون مما هم فيه، ولكن من بعد ماذا ..؟ من بعد رحيل كل غالي ..؟ فلا ينفع رعد الأصوات، ولا ديمة النحيب، فـَ “كفى بالموتِ واعظاً” تأملوها جيداً، وتدبروا ما بين ثناياها، وخفايا سطورها ..
همسة :
دمتم بسعادة عامرة .. وصحة وعافية غامرة ..
فجر – مقالات
ابتسم كلما سألوني كم تبلغين من العمر ..؟
ليس لي عمراً محدداً، فأنا لستُ إلا كالفصول الأربعة بطقوسها الهانئة، وأمنياتها المحلقة الحالمة، وعام يتلوه عام وما زلتُ في وسط الزحام هادئة، أتوقف كل مرة عند محطة الذات لأتزود رماحاً من ياقوت العزيمة، دروعاً بلأليء الطموح، سيوفاً مسلولة بزمرد الصبر ، وحصوناً من زبرجد القوة، لأبقى أنثى يانعة في مدها وجزرها، ونجمة تشعل الدنيا في فلك كواكب الأرواح، فيسألوني من تكونين ..؟
طفلة مدللة كالعصافير أحلق وأطير ، كالبلابل أشدوا بأجمل أنغام الأثير ، حينما أبقى تحت جناح والدي الجليل، فيغدق عليّ بينابيع العطف الذي ليس له مثيل، وترعاني أمي بدفئها المثير ، تقبلني ليشرق بداخلي فرح الأثيل في رحيب الجنان الكبير .
ما أجملني عندما تمر الشهور والسنين أنضج كحبات لؤلؤ منثورة على الجيد، أرتوي بعطر الصبا الجذاب، وأترعرع في نعيم خلاب، تمتلئ روحي بهمسات الشعور الغانية، تعزفها سيمفونية احاسيس متقدة، لأرفرف كالفراشات دون ميعاد، فلا أصفاد تقيدني، ولا غُبْسة تفزعني .
وما أروعني كالجبال الراسيات لا يهزني ريح الخوالي، لن يقتلع أنوثتي جور الإنسان، كالعاصفة الهوجاء إذا قست بي سلسلة الأيام، في الشدائد كالفارس المغوار أجوب الميادين أحارب بشكيمة، أتغير بظروف قلائد الزمان، فأرتدي ما يناسبني في كل مكان، كاللبوة في الدفاع عن نفسي، وحين تمطر محاجري تترك أخاديداً في حنظل الدهور ، أترك كل شيء في طي النسيان ، لأتجدد دوماً عبر أثير الوقت كل ما آن الأوان ..
سأعزف لحناً عذباً في صباحي ومسائي، لتبقى سحاب الأمنيات حاضري وغدي الآتي، أستمد منها نبض ترياق الأمل الوليد، لتشاكس نجوم عمري، يكتسيني غيم مضيء بطلاسم بارقة، حينها سأصنع قهقهات تصل لعنان السماء بشهقات طربٍ مخملية، تحكي ابتسامتي قصة هدوء أقداري، فأصبح واحة غناء من جنون الطيب في دهشة الزمن العجيب .
نبضة :
سأبقى كالنبع الصافي والقدر الجميل .. وللقلب بلسم شافي ليس لي مثيل ..
فجر – مقالات
ابتسامة هرمة ..
الكاتبة / فاطمة روزي
منذ أن رأيتُ الصورة وقلبي يرشق زفرات آهاتٍ تشق الصدر بجمر ملتهب، وأدمت عيني بماء كالمهل، وبدأ شريط الذكريات يدق ناقوس العَسَف لأعود للوراء قليلاً ليحكي سقاء شطط السنين ..؟!
أرثي حال تلك الطفلة البريئة التي امتلأت مقلتيها بغيثٍ مدرار كانت فوق السحاب عائمة، ورحيق قيثارة الحبور غائبة عنها، تتأجج عينيها حمرة ملتهبة من طغيان يصدح في كل حين، أواهٌ يا صغيرتي على ما حل بك من أعاصير هوجاء تقتات على غصونك اللينة المزهرة، لم ترحم حالك تلك المعارك القذرة، أرجوحة مأساة مع الأيام، وغدر من الدهور تحلق نحوك من جميع الاتجاهات، لتسرق منكِ سيمفونية الأمان، ومحراب السعادة، ثم تنثر قلاع من البؤس، وبساتين من الفقر، فلا يبقى لكِ سوى صدر السماء الرحيمة، وحضن أرض دافئة ..
أعلم كم هو شعورك يتأجج وجعاً لا ينطفئ، وقروحاً لا تندمل، أصبحتِ تنظرين لتلك العدسة وبداخلك سراديب مخاض يكاد أن ينطق بكل لغات العالم، هل تستمرين بفيضٍ ممطر من النحيب، أم ترسمين ابتسامة هرمة على طُهر قلبك الرحيب..؟ حيث أُسدلتْ ستائر أيقونة الوصب على وجهكِ اللطيف، يطوف معك طائر زمهرير الوجع، فأصبحتِ كعجوز شمطاء في زمن الغابرين وأنتِ ما زلتِ حمل وديع ..
نعم قد تبتسمين ولكن خلف تلك الابتسامة حكايات غصة أيامٍ عجاف، روايات مهلهلة وُضعتْ بذرتها في التراب منذ أعوام وأشعلتْ خلفها ترانيم الأنين، حتى باتت جدائل الأمنيات قابعة في قمقم الرق، ورداء الأحلام معلقة على أسوار بابل، كؤوس الآمال محلقة بين خيوط الشروق النائمة في كهف سحيق، وبين غيهب الذي يسكن الروح التي تفيض بالجروح، لا تحزني قريباً بأمر الخالق سينجلي بركان الأوجاع وزلازل الأتراح، ثم تضمد الجراح، وتحلق الروح خفاقةً ببلابل الأفراح ..
همسة :
ليس كل من يبتسم سعيد .. قد تكون خلف تلك الإبتسامة جرح عتيد ..!!
فجر – مقالات
أهازيج حلم
الكاتبة / فاطمة روزي
في تمام الحنين سأخيط من نسيج ميلاد الحب عناقٌ يدثرني، حينها أنمنم من فصول الهيام نبيذ عشقٍ، أرتدي حكاية حاؤك وباؤك بلحن المواعيد، أقمتُ في خريطة ضلوعك وطن ملائكي، لأكون معطفك أُذيب المدى ..
أحبوا على صراط الوله أخلع السكون، أفتح أبواب جنان روحك، فأصنع عطري من أنفاس عطفك المخملية، أُواري ثغرك، وأتخذتُ من قلبك مكاناً قصياً، أهندم شهدي، لتخبئ كأس رحيقي في رئتيك ..
تسلقتُ سلالم الدفء الغرامية، يحفني همسك، يقودني قيثارة صوتك الندية، انتظرتُ برهةً، ففُتحتُ نوافذ عرشك الشجية، بحثتُ عنك، حتى وصلت لسدرة نبضك، تنهدتُ بعمقٍ، ثم استلقيتُ على أريكة فؤادك ..
أنا ونبضي، ننهض مبكراً على ميقات مضغتك، يقبلنا الخشوع، نتوضأ من زلال عينيك الهائمة، نصلي بقربك، ثم نتلوا عقيدة الوفاء الأزلية، ننفث ثلاثاً، نتهجد بإسمك على ميثاقٍ مكين، أهازيج حلمٍ، فينطفئ محراب مدينتنا المقدسة ..
همسة :
تلاشت الأحلام .. بزمن الأوهام ..
فجر – مقالات
أمام عاصفة هوجاء تعمل بخبث في فناء رحيب، دون رقيب وحسيب،وتوضع على موائد البعض كؤوس منمقة من الصدق والكذب بشموع التضليل، وأقداح مزركشة من الضار والنافع بإبتذال عليل، وللأسف بات الخطر يحدق على أبناؤنا ويتربص بهم ليلاً ونهاراً، سراً وجهراً وقنابل موقوتة بالمراوغة والتعتيم ..
ينتابني الصمت ويعتريني الذهول من البعض الذين يلهثون خلف بعض “المشاهير” ويتخذون منهم ” قدوة ” ، ويتهافتون على مكان وجودهم فيه وينتثرون كالنجوم البارقة، يركضون خلفهم ويحذون حذوهم بكل صخب، لا لحاجة إنما التقليد الأعمى، ويرفعون من شأنهم في أعالي السماء، عجباً لـِ ” مشاهير الجهل” الذين انتشروا بشكل غريب وواضح، يضجون في كل بقعة كالفايروس الخبيث، وأصبح كل من يحمل ” كاميرة جواله ” ينقل إلينا أي شيء بكل ثقة دون مراعاة لقناديل الأدب أو عطر الأخلاق والقيم، وصاروا في كل وادٍ يهيمون ..
هؤلاء ليسوا إلا “عبدة المال ” لا تجد منهم إشادة بزهور الإنجازات الرائعة، وبريق الأعمال القيمة التي تحققت على مختلف الأصعدة في بلادي، ولا تجد منهم حماس في دعم بنات وأبناء الوطن الناجحين المحلقين في وطن الإبداع، أتساءل أين هم في الدفاع عن خير البرية ؟! غير موجودين لماذا ؟؟ لأنه ليس بإعلان يُدفع لهم ويجنون من وراءه الدراهم، لهم سخافات عقول بالية، تفاهات أفكار خاوية، ومبادئ هدّامة تتأرجح بالأكاذيب والتدليس، بات وجودهم داء كالعلقم، وانتشارهم بلاء وفتن، ودعمهم ومتابعتهم هدر للوقت، فهم فئة نكرة تسلقت على أكتاف الأكفاء ..
لا نسمع منهم إلا فلسفة بينابيع التخريب، وأمطار التدمير، للأسف أصبح البعض أضحوكة بين أيديهم، نتمنى من وزارة الإعلام إتخاذ اجراءات صارمة ضدهم، فقد تصدروا وبرعوا بإسفافات وكوارث وأصبحوا خطراً على المجتمع، هؤلاء المشاهير يمتلكون مشاهدات مشمئزة، ومتابعات بالملايين لمحتويات هابطة وفارغة، فأصبحت السوشيال ميديا أرض خصبة لغرس أهدافهم الحقيرة، وأعمالهم السيئة، تكاتفوا جميعاً على رعاية تلك الغراس النتنة، وتعاهدوا لتحقيق مآربهم اللاأخلاقية فوجدوا ضالتهم، فتمادوا لأنهم لم يجدوا من يردعهم، ها هم أصبحوا يقودون زمام الإعلام، ويزاحمون الإعلاميين المخولين بنقل الحقائق والأخبار ، وأصبحوا في الواجهة متصدرين، فأين رحل الإعلامي الحقيقي ..؟
فإياكم أن تعطوهم مكانة أكبر من حجمهم، فلا بد من تأديبهم بقوة القانون..
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه .. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ..
فجر – مقالات
قال الكاتب مشعل السديري : “ليس هناك أسخف من {المزحة عندما تتحول إلى رزحة} – وسوف أستعرض معكم على السريع بعض هذه المزحات الغبية – لكي تكون عبرة لبعض المدمنين منكم على {ثقالة الدم}.”.
وأضاف خلال مقال له منشور في صحيفة “الشرق الأوسط” بعنوان “اغرب عن وجهي… ثكلتك أمك” فهذا شاب فرنسي حصل خلاف بسيط بينه وبين حبيبته، ففكر في أن يرسل لها رسالة يعبر فيها عن أسفه وعتبه، فأرسل لها إيموشن عبارة عن صورة لمسدس، فقامت الفتاة الحمقاء بالتوجه فوراً إلى المحكمة واتهمته بأنه يهددها بالقتل، واستغرب هو عندما تلقى من الجهات المسؤولة تهمة التهديد بقتلها فأنكر ذلك وقال إنه مجرد تعبير بسيط عن الغضب المشوب بالمزاح، ولكن تم الحكم عليه بالسجن لمدة 8 أشهر ودفع تعويضاً كبيراً للفتاة، وأخذت هي كامل التعويض، وفوق ذلك {أعطته الطرشّة} – أي تركته نهائياً يستمتع بسجنه.
وتابع: إليكم المزحة الثانية التي لا تنزل من الزور: توفي في أميركا رجل يرتدي زياً يشبه حيوان {بيغ فوت} الأسطوري، بعد أن دهسته سيارتان على طريق سريع، من شدة الخوف منه، وذلك في مقاطعة فلاتهيد واسمه راندي لي تبتلي، وعمره 44 عاماً، وقال أصدقاء الضحية إن تبتلي كان يحب المزاح فارتدى البزّة، على أمل أن يخلق خدعة المخلوق الأسطوري، لكي نضحك ونتسلى جميعاً برؤية عابري الطريق وهم يتراكضون مذعورين.
وأردف: أما المزحة الثالثة التي لا أظن أن هناك مزحة أغبى منها، بطلها رجل صيني، وهي كالتالي: فتلك المزحة الرومانسية كادت تتحول إلى فاجعة رهيبة، بعدما شارف بطلها على الموت، وذلك عندما أرسل نفسه في صندوق بالبريد إلى حبيبته، وأفادت صحيفة {الصن} بأن هو سنغ كاد يختنق ويفارق الحياة بعدما أرسل نفسه بالبريد إلى مكتب حبيبته في صندوق مغلق تماماً ضاع في مكتب البريد طوال 3 ساعات.
وأوضحت أنه عندما وصل الصندوق إلى عنوانه وفتحته الحبيبة لي وانغ لتصعق برؤيته غائباً عن الوعي، فأجرت اتصالاً بالمسعفين لإنعاشه، وقال سنغ: لم أكن أعلم أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وحاولت ثقب الصندوق لكنه كان سميكاً، كما أنني لم أرغب في إفساد المفاجأة بصراخي طالباً النجدة – ويا ليته أفسدها.
واختتم مقاله قائلا: المهم كانت نتيجة تلك المزحة الثقيلة لذلك الرجل أنه أولاً كاد {يفطس} لولا لطف الله، وثانياً أن حبيبته لم تحتقره فقط، ولكنها فوق ذلك {رفسته} من حياتها نهائياً، قائلة له باللغة الصينية الفصحى المعربّة: اغرب عن وجهي أيها الأحمق. ثكلتك أمك!