بقلم / فرج بن منهي
أصيبت الأمة العربية في مقتل، نعم فقد طالتنا القوى الناعمة، والتي لا غنى عنها وفي نفس الوقت تخفي في باطنها الكثير من المخاطر والجوانب السلبية كالسم في العسل تماماً، إنها وسائل التواصل الاجتماعي .
فلا يستطيع احد أن ينكر أهميه وفعالية مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها في الحياة العامة في الوقت الراهن، فمثلاً سميت بعض الثورات العربية بثورة “الفيس بوك” وهذا لأهمية موقع “الفيس بوك” في أحداث الثورة المصرية الذي كان جسرا للشباب للتفاعل والتواصل قد تم من خلاله, لكن على الجانب الآخر أو على الجانب المظلم من هذه المواقع التي من أشهرها ( فيس بوك، تويتر، يوتيوب) فالإفراط في استخدامها يؤدى إلي تشوهات اجتماعيه، فهي ليست اسم على مسمى، فالإفراط منها يؤدى إلي قطع التواصل الاجتماعي الحقيقي والهجر الاجتماعي المؤدى إلي العزلة والاكتئاب في بعض الحالات, و قد يسبب إدمان زيارة مواقع التواصل الاجتماعي لدى الأطفال عيوب في النطق وفي التعبير عن الذات مما يلزم في بعض الأحيان جلسات تخاطب لتنمية المهارات اللغوية .
فان الأمر كالسكين فقد تستعمل السكين في قطع السلاطة والفاكهة وقد تستعملها في القضاء على حياة إنسان, فالوسيلة في حد ذاتها مباحة بل أكثر من ممتازة فهي تطلعك على الكثير وتعرفك على الملايين بل المليارات من البشر للتعرف على هويات وثقافات مختلفة وأنت تحمل بين يديك هاتفك الذكي أو جهازك أللوحي، كل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي, لكن الإفراط في سن مبكرة للأطفال يتسبب في بعض حالات التوحد والعزلة والاكتئاب والعادات السيئة في النظام الغذائي فضلاً عن اكتساب عادات سيئة كالكسل وعدم الإقبال على ممارسة الرياضة والابتعاد عن التواصل الحقيقي للمجتمع وحتى عن باقي أفراد الأسرة، فضلا عن عدم التركيز في المذاكرة والتشتت الدائم في التحصيل .
وليس ذلك فحسب بل يؤدي أيضاً إلي العيش مع شخصيات وهميه وما أكثرها في هذا العالم الافتراضي من شخصيات يتلاعبون بعقول وقلوب الصغار ليزيفوا لهم شخصيات وهميه وينتحلون شخصيات شهيرة لسلب صور أو معلومات شخصية في غاية الأهمية, مما قد يسبب للأطفال بعد ذلك اضطرابات نفسيه عنيفة وميولٍ عدوانية نتيجة فقدان الثقة بالآخر .
طرق الوقاية من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال :
من جانب الأسرة :
يجب على الأب والأم إحكام الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم الأطفال بتفعيل حسابات عليها, فباستمرار يجب المرور على الحساب الشخصي للطفل والتعرف على المحادثات الشخصية الخاصة به والإطلاع على قائمة الأصدقاء من وقت لآخر, والتشديد على عدم الإفصاح على أية معلومات أو صور شخصية لأي شخص في هذا العالم الافتراضي, ومن ثم وضع برامج الحماية والأمان أو ما يسمى بالانترنت الآمن الذي يحفظ أطفالنا من التعرض للفيديوهات أو المواقع الإباحية أو الإعلانات الجنسية .
من جانب المؤسسات الرسمية في الدولة
وضع تشريعات تحظر على الأطفال دون الثلاثة عشر عاماً الولوج إلي مواقع التواصل الاجتماعي بتغريم الآباء ( كمثال ), وعلى الجهات المعنية من الدولة شن حملات أو دورات توعية مكثفة لكلٍ من الآباء والأبناء للتنويه عن مخاطر سوء استعمال مواقع التواصل الاجتماعي ووضع هذا الأمر في المدارس أيضاً كدرس مقرر في المناهج الدراسية على سبيل المثال .
من جانب مؤسسات المجتمع المدني
نشر الوعي بمخاطر سوء استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بإقامة الندوات وتوزيع المنشورات وغيرها من الوسائل الفعالة في نشر الوعي بأهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها لدى الأطفال .
فرج بن منهي
@farajbinmnhi